نهاية قرن الإخوان المسلمين: انتفاضة ديسمبر علامته الكبرى

نهاية قرن الإخوان المسلمين: انتفاضة ديسمبر علامته الكبرى

تدين جماعة الإخوان المسلمين في تعزيز مبررات وجودها واستمراريتها للشيوعيين ، الذين تكون حزبهم في نفس الفترة ، منتصف اربعينات القرن العشرين ، بعد أن ظلت لوقت طويل ، تفتقد قابلية الاستمرار ، وجدارة التنافس مع الأحزاب المنخرطة في معركة الاستقلال . ولاحظ د.حسن مكي ،( حركة الإخوان المسلمين ) ، تواتر حالات تساقط عضوية الجماعة ، خلال هذه الفترة التأسيسية المتطاولة . لكن الجماعة وجدت في محاربة الشيوعية ، هدفا استراتيجيا ومبررا كافيا ، وهو أمر كان له تأثيره الكبير على تطورها . فقد اكتسبت الكثير من خبرات وطرائق عمل الشيوعيين ، وتكتيكاتهم ، فأصبح لهم ،على سبيل المثال ، منظماتهم الجماهيرية ، خاصة ، وسط الشباب والنساء والبروليتاريا . فعلى ايقاع محاربة الإلحاد والشيوعية ، دخلت الجماعة ميدان النشاط السياسي ، حيث شغل الاخوان باستثارة العواطف الدينية للمواطنين . وملاحقة الشيوعيين في كل مكان ، بما في ذلك عطبرة ، ذات الرمزية الخاصة الشيوعيين ، هذه الملاحقة التي لم تخل من استخدام العنف ، خصوصا ، في الوسط الطلابي ، في جامعة الخرطوم ، تحكمت في تحديد خريطة انتشار الاخوان ، بدلالة انتشار الحزب الشيوعي . مما له دلالة في هذا الصدد ، ان الترابي أقر بأن جماعته فشلت في الدخول في الريف بسبب هيمنة الاسلام الصوفي ، وهو نفس ما قاله الخاتم عدلان بصدد انتشار الحزب الشيوعي في الريف ، خلال مناقشة داخلية ، معينا السبب نفسه . فقد أصبحت الجماعة بمثابة “عفريتة ” ، نيقاتيف ، الشيوعية ، بالمعنى الفوتوغرافي الدارج للمفردة ، او نوعا من الشيوعية المؤمنة . لذلك ، وبسبب ارتهانها كليا لنشاط وفعل الحزب الشيوعي ، كرد فعل معاكس له في الاتجاه ، وان لم يكن مساويا له في القوة ، فإنها تجد نفسها مضطرة لاختلاق العدو الشيوعي إن لم تجده ، أو دمغ اي خصم ، ايا كان ، بالشيوعية . ولعبت الجماعة ، من خلال موقعها التبعي للقوى الرجعية ، دورا مؤثرا في التحريض على حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان ، عام ١٩٦٦، بالاستثمار في حادثة افك منسوبة لأحد الشيوعيين ، مما أدى إلى أزمة سياسية ، أفرزت انقلاب العقيد جعفر نميري عام ١٩٦٩.

للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *