مناقشات هادئة مع أهلنا في الإقليم الشمالي

مناقشات هادئة مع أهلنا في الإقليم الشمالي

هنا نلمح جزءا من معضلة التهميش التي أشار السيد عسكوري إلى همهمات أهل ولايته بالشكوى منها . فإذا كان مجلس شورى لقبيلة كبيرة ومؤثرة في السيطرة على مقاليد القيادة في مفاصل جهاز الدولة كلها من الرئيس إلى بقية المؤسسات يرى المشكلة في ولايتهم يمثلها وجود حاكم (مرة) فهذا مدعاة للتأمل في دعاوى التهميش من اساسها قبل الجهر بها وبمترتباتها التي توشك على الإنفجار حسبما كتب عسكوري . التهميش هنا ثقافة ذاتية فيما يبدو تتخلل وعي النخب والقيادات , ليأتي قسمة موارد الذهب وغيرها في درجة اقل . ولعل الأستاذ عسكوري بما أتيح له من وعي ؛ وقد كان أحد المؤيدين لمشروع السودان الجديد بقيادة الراحل د. جون قرنق _عليه الرحمة_ قد فهم التهميش وممارساته غير المرتبطة بمن ولكنها بشنو , لذلك يبدو نشاط تيار في أوساط مواطني الولايتين ينظر إلى مسألة العاملين في التعدين ونسبتهم ثلث القوى العاملة فقط بينما الثلثين من ولايات أخرى , وكأنّما التهميش هنا مرتبط بمن ؟ وهو عكس مفهوم السودان الجديد الذي ينظر إلى الممارسات الضارة بالإجتماع البشري في دولة السودان غض الطرف عن ممن صدرت . وإذا سرنا بمعيار أهلنا الذين نقل عسكوري رايهم كتيار عريض , نمضي بسهولة لعمل جرد سريع لأبناء الولايتين المسيطرين على المواقع والمناصب القيادية في كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والإقتصادية , فنسبتهم تتجاوز 80% على أقل تقدير , فيما التهميش يعم كل أرجاء السودان وتحت إدارتهم , مما يعني الفشل في الإدارة والحكم والقيادة في كل المؤسسات , فهل هذا المعيار صحيح ؟ أم أنّ الأصح هو فشل مشروع الحكم نفسه وبالتالي فشل الأفراد لغياب المشروع الوطني والعقد الإجتماعي الناظم لإدارة الشعب بتعددياته المعلومة وجهاته المعروفة .

للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *