أعلنت مجموعة من الأسر وأقارب المفقودين في مخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد 12 كيلومترًا عن مدينة الفاشر، عن فقدان أبنائهم وأقاربهم بعد أن استولت قوات الدعم السريع على المخيم، مما أدى إلى حالة من الخوف والهلع والفرار الجماعي للسكان.
استولت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم يوم الأحد الماضي، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات مع الجيش والقوات المشتركة، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
تحدثت زهرة مصطفى عبدالكريم، إحدى الناجيات، لموقع “دارفور 24″، حيث أكدت أنها فقدت ثلاثة من أطفالها، محمد ومصطفى ومآب، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، أثناء هروب السكان في الليل بعد اقتحام المخيم من قبل قوات الدعم السريع. وأشارت إلى أنها قضت يومًا كاملًا في البحث عنهم بعد وصولها إلى الفاشر، لكنها لم تتمكن من الحصول على أي معلومات.
ذكر الشاهد سليمان الزين سليمان أنه شهد اعتقال مجموعة من الشباب من قبل قوات الدعم السريع، حيث تم اقتيادهم إلى قسم الشرطة في المخيم بعد السيطرة عليه، وكان من بين المعتقلين ابن شقيقته، لكنه لم يستطع التدخل.
وأشار سليمان إلى أن عدد المفقودين لا يزال غير محدد بدقة، خصوصاً مع هروب الآلاف إلى مناطق بعيدة مثل الفاشر ومخيم أبشوك، بالإضافة إلى انقطاع شبكات الاتصال، مما يجعل مهمة التوثيق والتحقق أكثر صعوبة.
وفي نفس السياق، ذكرت مكة آدم خاطر، والدة الطفلة المفقودة، لـ”دارفور24” أن ابنتها اختفت مساء يوم السبت أثناء هروبها مع الجيران باتجاه الفاشر، دون أن تتوفر أي معلومات عنها حتى الآن.
تحققت صحيفة “دارفور24” من مقاطع الفيديو التي نشرها أفراد من قوات الدعم السريع، حيث يظهر في أحدها مجموعة من الشبان المدنيين وهم يرددون شعارات مؤيدة للدعم السريع بناءً على طلب من أحد الجنود.
يظهر فيديو آخر القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، وهو يطلب من عدد من النساء أن يتحلين بالصبر، متعهدًا بجلب ذويهن المفقودين.
من جهته، أفاد أبوبكر شريف، أحد المتطوعين في مخيم زمزم، بأن عدد المفقودين الذين تم الإبلاغ عنهم حتى الآن يتجاوز 400 شخص من مناطق مختلفة في المخيم، شملت مناطق جفلو، السلومات، وأماكن إيواء النازحين في المدارس.
أوضح شريف أن عمليات البحث شملت مناطق أبجربون والمزارع ومخيم أبو شوك، ولكن لم يتم تسجيل أي حالة العثور على أحد. كما أشار إلى أن بعض الأطفال الذين يتراوح عمرهم حوالي خمسة عشر عامًا قد تم اعتقالهم وفقًا لشهادات كبار السن الذين وصلوا إلى المخيم مؤخرًا.
وأشار إلى أن بعض النازحين قد هربوا إلى منطقة طويلة، بينما توفي عدد من الجرحى نتيجة نزيف حاد، ولا تزال هناك جثث ملقاة داخل المخيم، مما يصعّب عمليات البحث ويزيد من الغموض حول مصير المفقودين.
أكّد شريف أنه من المحتمل أن تظهر نتائج أولية بشأن المفقودين في غضون أسبوع، وذلك بعد التنسيق مع المتطوعين في بلدة طويلة لجمع الأسماء ومطابقتها مع السجلات.
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.