رأى المحلل السياسي السوداني، وليد علي أن”ما زال من المبكر الحديث عن مدى فاعلية دور كامل إدريس كرئيس للوزراء وهل بإمكانه إحداث اختراق في وضع الدولة السودانية وكذلك في حياة الشعب السوداني”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أعتقد أن رئيس الحكومة الجديد كمال إدريس، أمامه أوضاع شديدة التعقيد قد لا ينجح في معالجتها، وذلك ليس لعدم كفاءته فهو رجل رفيع التأهيل وله رؤية تنموية جديرة بالدراسة وتستحق التجربة، كان قد نشرها منذ أكثر من عشر سنوات، ولا يزال يعمل على تطويرها مع مجموعة من الأكاديميين، ولكن السؤال الكبير هو.. هل (كامل إدريس) يملك تفويضا كاملا لحكم السودان كما كان لدى السيد عبدالله حمدوك”.
وأشار علي إلى أن “رئيس الحكومة الجديد قد يكون أفضل من عبدالله حمدوك، فيما يخص قدرته على التواصل مع الجماهير، حيث أن حمدوك لم يكن يميل للمواجهة مع الشعب السوداني وكان يتجنب الحشود، وللأمانة فإن ضرورة التعامل مع الجماهير مسألة لا مفر منها لأي شخص يحكم السودان”.
واستطرد: “لكن برغم امتلاك (كامل إدريس) لكل هذه الميزات، إلا أنه لن يستطيع فعل شي في ظل وجود البرهان ونائبه كباشي في قيادة القوات المسلحة السودانية، واعتقد أنهم اعتادوا مسألة أنهم حكاما للسودان، ولن يكون من السهل التصرف دون العودة لهم أو موافقتهم وهما ليسا على توافق كبير حول إدارة الجهاز التنفيذي للدولة، وقد لاحظنا بوضوح شكل الصراع الناعم بين مجموعة كباشي ومجموعة البرهان داخل الجهاز التنفيذي، والذي كان يتخذ شكل الصراع الخشن بين المجموعتين في كثير من الوزارات”.
وأوضح المحلل السياسي، “أن رئيس الحكومة الجديد سوف يواجه نفوذ (جبريل إبراهيم) الذي أصبح الرجل الأقوى في الجهاز التنفيذي طوال عامين، بسبب عدم وجود رئيس وزراء، لدرجة أن الموالين له كانوا يتعاملون معه على أنه سيد الجهاز التنفيذي بلا منازع، خاصة في الوزارات ذات الثقل الاقتصادي ،سوف يواجه إدريس أزمة كبيرة في السيطرة على موارد الدولة السودانية المتنازع عليها طيلة فترة الحرب، وقد نشأت شبكات فساد لها نفوذ وتستطيع عرقلة أي محاولة لانتزاع امتيازاتها”.
وحول تأثير وصول إدريس رسميا إلى السلطة يقول علي: “أما على الصعيد الاقليمي والدولي فلا أظن أنه سوف يكون الرجل الأول فيما يخص السودان، وهذا الوضع قد تم التحوط له من قبل البرهان جيدا، حيث قام بتعديل الوثيقة الدستورية لتقليل صلاحيات رئيس الوزراء ونقلها للمجلس السيادي، مما يتيح له أن يكون السيد الأول دون منازع وتعود كل القضايا المصيرية له من تعيين وإقالة وزراء وولاة الولايات، لأن أي تصرف في الإجراءات هذه بموافقة المجلس السيادي، وهذا يعني في الحقيقة موافقته، لأن هذا المجلس في الحقيقة هو مجلس الرجل الواحد وليس لأعضاءه نفوذ غير البرهان وكباشي بدرجة اقل”.
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.