في قلب السودان، وعلى إمتداد آلاف الأفدنة من الأرض الخصبة الممتدة بين النيلين الأزرق والأبيض، وُلد شيخ المشاريع الزراعية مشروع الجزيرة والمناقل قبل مئة عام، ليس كمجرد مشروع زراعي، بل كحلم وطني واقتصادي وإنساني غيّر ملامح الريف السوداني، وأعاد تشكيل العلاقة بين الأرض والإنسان والدولة، تأسس هذا المشروع العملاق في عشرينيات القرن الماضي، في ظل تحولات اقتصادية كبرى كانت تشهدها المنطقة، ليصبح واحداً من أكبر المشاريع الزراعية المروية في أفريقيا والعالم، ومن ثم ركيزة أساسية للاقتصاد السوداني لعقود طويلة، ومصدر فخر واعتزاز لأجيال من المزارعين والعمال والمهندسين والإداريين الذين ساهموا في بنائه وتطويره، لم يكن تأسيس مشروع الجزيرة والمناقل مجرد إستثمار زراعي، بل كان بداية لنهضة اقتصادية ومجتمعية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، فقد وفّر المشروع فرص عمل واسعة ومصدر رزق لإنسان الولاية وعمالة وافدة من الولايات الأخري ، وأسهم في تحسين البنى التحتية، من سكك حديدية وقنوات ري ومدارس ومراكز صحية، وخلق مجتمعات مستقرة قائمة على الإنتاج والتعاون. كما كان المشروع بمثابة محرّك لنهوض الطبقة الوسطى الزراعية، التي لعبت دوراً محورياً في الحركة الوطنية، والنقابية، والتحول الاجتماعي والثقافي في السودان.
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.