معلوم أن السلطات السودانية كانت تلاحق قوش عبر البوليس الدولي (الإنتربول)، تحت طائلة جملة من التهم مرفوعة ضده، منها اتهامه بلعب دور رئيس في قمع الاحتجاجات الشعبية أثناء الحراك الثوري ضد النظام البائد، ومنها كذلك اتهامه بتنفيذ مخطط تخريبي في البلاد، والوقوف وراء تمرد عناصر هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وتبادل إطلاق النار بينها وبين القوات المسلحة والدعم السريع، اضافة الى تهم أخرى متعلقة بالثراء الحرام والمشبوه، هذا علاوة على أن السلطات الامريكية حظرت دخوله وأفراد اسرته الى اراضيها لاتهامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان، وكان المجلس العسكري برئاسة البرهان الذي آلت اليه الأمور بعد استقالة ابن عوف تحت ضغط الثوار، أعلن عن قبول الاستقالة التي تقدم بها قوش عن منصبه مديرا لجهاز الأمن، ومن يومها اختفى قوش عن المشهد وقيل أنه تحت الحجر المنزلي، قبل أن يقال لاحقا أنه تمكن من الهروب، وصارت الأنباء تتضارب عن مكان وجوده، الى أن تكشف أنه اتخذ من القاهرة مقرا دائما له، ولكن رغم تحديد موقعه بدقة ورغم اصدار الانتربول لنشرة حمراء منذ عام 2020، ورغم طلبه من مدير ادارة الشرطة الجنائية العربية والدولية بالقاهرة، القاء القبض على قوش وتسليمه للعدالة في السودان، الا انه ظل حرا طليقا لم تطاله يد الشرطة الى أن قرر الظهور العلني بدايات عام 2022 الذي بدأه بزيارة بعثة فريق المريخ بمعسكرها بالقاهرة، حيث سجل زيارة لبعثة فريق المريخ بمقر إقامتها بفندق راديسون بلو في العاصمة المصرية القاهرة، والتقى برئيس النادي حازم ونائبه الأول الجكومي، والبعثة الإدارية والفنية، بصفته عضو مجلس الشرف المريخي السابق، وأعلن قوش عن مؤازرته ودعمه للمريخ في البطولة الأفريقية والمحلية، وطالب الفريق ببذل كل الجهد حتى ينال إحدى بطاقتي التأهل في البطولة الأفريقية، وتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم الأفريقية والمحلية، وتلا هذا الظهور ظهور آخر بمناسبة عقد قران نجله، حيث شهدت العاصمة المصرية القاهرة اواخر عام 2022 حفل زواج اسطوري لنجله من كريمة رئيس الاركان الاسبق الفريق اول كمال عبد المعروف، وذلك بفندق “تريامف لاكشري” بحي التجمع الخامس أحد أكبر وافخم الفنادق بالقاهرة، وجمع حفل الزفاف طيف واسع من مكونات المجتمع السوداني من مسؤولين سابقين تقدمهم رئيس المجلس العسكري السابق الفريق أول عوض بن عوف الذي ظهر بعد طول غياب إلى جانب رئيس الأركان الأسبق الفريق أول عماد عدوي ووزيرا الداخلية الاسبق الفريق أول عصمت عبد الرحمن والمعادن الاسبق الفريق شرطة أحمد علي بجانب ضباط من جهاز المخابرات وعدد مقدر من رجال الاعمال وقادة الطرق الصوفية والاهلية وتمثيل لافت لحزب الأمة بقيادة نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق محمد اسماعيل واوفد مساعد رئيس الجمهورية السابق عبد الرحمن الصادق الذي شارك في المناسبة بالخرطوم اوفد مدير مكتبه لتقديم التهنئة لقوش. كما شهد الزواج الوزير الاسبق المشرف السياسي بجماعة انصار السنة محمد أبوزيد ومحمد وداعة القيادي بحزب البعث السوداني والكتلة الديمقراطية (جماعة اعتصام الموز) والمقرب جدا لقوش، وشهد الحفل الضخم ترتيب عالي المستوى واهتمام فائق من إدارة الفندق التي اعدت مفاجآت للعروسين من خلال زخ العطور ورشها واضاءة العاب الليزر حديثة التقنية، واحيا الحفل الفنانين محمد النصري ومحمد بشير الدولي اللذان حضرا خصيصا من الخرطوم الى جانب الضيوف القادمين من السودان الذين قاسموا قوش وعبد المعروف الفرحة وزفت فرقة شعبية مصرية العروسين وقدمت عرضا مبهرا تجاوب معها المدعوين بشكل كبير بينما تفاعل قوش بشكل كبير وهو يقوم يؤدي رقصة ”العرضة” مع اغنيات محمد النصري. وكان آخر ظهور لقوش بمصر قبل وصوله بورتسودان مشاركته في مراسم مواراة جثمان الفقيد القطب الاتحادي الحاج سليمان دقق بالقاهرة..الشاهد في وصول قوش الى بورتسودان متزامناً مع حدثين مهمين، اعلان د. كامل ادريس رئيسا للوزراء، واتجاه الادارة الامريكية لاعلان عقوبات ضد السودان بتهمة استخدام الجيش لاسلحة كيميائية، يستبعد ان تكون زيارة قوش عادية عائلية واجتماعية أو حزبية مثل عودة ايلا وابراهيم محمود، وهو الذي كان متاحاً له ان يعود طوال الفترة الممتدة من 25 اكتوبر 2021، وهذا ما يرجح ان عودته لها علاقة بحكومة بورتسودان، أما ما هي هذه العلاقة على وجه التحديد فذلك ما يجتهد فيه الآن المحللون أصابوا أو أخطأوا، ولكن الايام وحدها هي ما ستكشف كل المخبؤ..والى ذلك الحين يظل السؤال قائما لماذا عاد قوش الآن وليس في أي وقت سابق بعد الانقلاب..
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.