تقرير – حسام الدين كرنديس
منذ اندلاع الحرب في السودان بتاريخ 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع، برزت اتهامات خطيرة موجهة إلى دولة الإمارات العربية بدعمها العسكري واللوجستي المباشر لمليشيات الدعم السريع. وقد شملت هذه الاتهامات توفير السلاح، الطائرات المسيرة، المرتزقة، المعلومات الاستخباراتية، والتمويل المالي. هذا التقرير يستعرض بالأدلة والتحقيقات والتحركات القانونية و دور الإمارات في تأجيج النزاع، معتمدا على مصادر موثوقة وتحقيقات استقصائية.
دوافع الإمارات من دعم المليشيات
السيطرة الجغرافية : الاستحواذ على موانئ البحر الأحمر ومداخل إفريقيا الحيوية.
الاستحواذ الاقتصادي : السيطرة على مشروع الجزيرة الزراعي، أراضي الفشقة الخصبة، والذهب و المعادن في شمال السودان و الثروة الحيوانية الضخمة في غرب السودان اجبال النوبة ودارفور.
تحقيق أجندة الغرب : تنفيذ سياسات أمريكية – إسرائيلية و غربية لنهب الموارد الطبيعية وإضعاف مؤسسة القوات المسلحة السودانية و تفكيكها لتقسم السودان.
اعتقادها بأنها دولة كبيرة صاحبة نفوذ : في السنوات الأخيرة ظنت دولة الإمارات أنها دولة كبيرة بعد تدفق الأموال عليها و لفت الأنظار إليها بأنها دولة تجارية و سياحية ، فظنت نفسها كبير على الكل حتى على القانون ، أرادت توسيع نفوذها في الوطن العربي و أفريقيا.
الأدلة الميدانية : جوازات سفر إماراتية وشحنات سلاح
جوازات السفر: في فبراير 2024، عثرت القوات المسلحة السودانية على جوازات سفر إماراتية ضمن مركبات تابعة للدعم السريع في أم درمان. وأشارت التحقيقات إلى أن أصحاب هذه الجوازات على صلة بجهاز المخابرات الإماراتي.
شحنات السلاح: كشفت تقارير OpenSudan العثور على أسلحة وذخائر عليها علامات شحن تشير إلى أنها أرسلت عبر “القيادة اللوجستية المشتركة” للقوات المسلحة الإماراتية. وكانت بعض الشحنات تتضمن:
طائرات مسيرة مسلحة ، قنابل هاون عيار 120 ملم معدلة للإلقاء الجوي ، أجهزة اتصال ومراقبة إلكترونية.
المسارات اللوجستية: تم تهريب جزء من هذه الأسلحة عبر تشاد إلى دارفور، ومنها إلى العاصمة الخرطوم و الجزيرة و سنار مناطق المعارك.
الجسر الجوي الإماراتي لنقل الأسلحة والدعم اللوجستي
عدد الرحلات: وثقت تقارير استقصائية (Masr360.net وOpenSudan) تنفيذ أكثر من 89 رحلة جوية منذ أبريل 2023 حتى أول 2025، عبر مطار أم جرس في تشاد، لنقل عتاد عسكري لصالح قوات الدعم السريع.
شركات الطيران المتورطة: شملت الرحلات شركات نقل جوي مدنية مملوكة لرجال أعمال مرتبطين بالإمارات، مثل شركة “سكاي ون” Sky One الإماراتية.
أنواع الدعم المنقول: تضمنت الرحلات نقل أسلحة خفيفة ومتوسطة، ذخائر، أجهزة اتصال متطورة، وطائرات مسيرة.
القاعدة السرية للطائرات المسيّرة
أنشأت الإمارات، وفقا لتقارير استخباراتية، قاعدة مسيرات عسكرية في مطار أم جرس تستخدم لإطلاق طائرات مسيرة من طراز “وينغ لونغ” (Wing Loong) الصينية الصنع لدعم عمليات قوات الدعم السريع داخل السودان.
أدت هذه المسيرات إلى شن هجمات دقيقة على مواقع الجيش السوداني، و المنشأت الخدمية الحيوية ( محطات الكهرباء و المياه ) خصوصا في الخرطوم ودارفور.
الشكوى السودانية أمام محكمة العدل الدولية
تاريخ رفع الدعوى: في يناير 2024، قدمت الحكومة السودانية رسمياً شكوى إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها الإمارات بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، عبر دعم قوات الدعم السريع المسؤولة عن ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
نص الاتهام: أكدت الشكوى أن الدعم العسكري الإماراتي (ساهم بشكل مباشر في تصعيد العنف وإطالة أمد النزاع، مما أدى إلى قتل آلاف المدنيين ونزوح الملايين) .
الاتهامات والانتقادات الغربية والدولية
الولايات المتحدة:
أدان السيناتور الأمريكي كريس فان هولين والنائبة سارة جاكويس الدعم الإماراتي، وطالبا إدارة بايدن بمراجعة علاقاتها مع أبوظبي بسبب دورها السلبي في السودان.
الأمم المتحدة:
صرح مراقبو العقوبات التابعون للأمم المتحدة أن ( الاتهامات ضد الإمارات بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع موثوقة وتستند إلى أدلة مادية وتحقيقات ميدانية ) .
النفي الإماراتي وردودها الرسمية
رد الإمارات على الاتهامات:
نفت الحكومة الإماراتية رسميا دعم أي طرف في الحرب ، مؤكدة أن دعمها يقتصر على المساعدات الإنسانية مثل إقامة مستشفيات ميدانية للاجئين السودانيين في تشاد.
بشأن الجوازات المضبوطة:
أوضحت الإمارات أن الجوازات التي تم العثور عليها تعود لوفد طبي تابع لجمعية خيرية إماراتية زار السودان قبل اندلاع الحرب عام 2022.
بشأن الأسلحة:
أكدت أبوظبي أن الشحنات العسكرية كانت في إطار اتفاقية تعاون عسكري موقعة مع الحكومة السودانية عام 2020، أي قبل اندلاع النزاع الحالي.
آخر الكلام
تشير الأدلة المتقاطعة من التحقيقات الميدانية، الوثائق الرسمية، والتحقيقات الاستقصائية الدولية إلى تورط إماراتي ممنهج في دعم مليشيات الدعم السريع عبر:
الجسر الجوي العسكري عبر تشاد ، نقل السلاح والذخيرة والطائرات المسيرة ، توفير الدعم المالي واللوجستي والاستخباراتي.
رغم النفي الرسمي الإماراتي، فإن حجم الأدلة والاتهامات الموثقة من قبل السودان وعدة جهات دولية يجعل تورط الإمارات في النزاع السوداني أمرا ذا مصداقية عالية، ينتظر الحسم أمام محكمة العدل الدولية خلال العام 2025.
لكن هنالك عدة أسئلة تفرض نفسها
هل تكف الإمارات على دعم المليشيا و وقف الإمداد بعد أن كشف السودان المستور أم تتمادى في طغيانها ؟
هل تعتقد الإمارات أن سندها الغربي يكفها عن ورطة دعم المليشيات ؟
هل سوف تحكم محكمة العدل الدولية ضد الإمارات؟؟؟
هل يلجأ السودان لمواجهة الإمارات عسكريا في حال لم تدين محكمة العدل الدولية الإمارات ؟
ظهرت المقالة دور الإمارات في الحرب السودانية ودعمها لمليشيا الدعم السريع أولاً على سودان إكسبريس.
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.