خبير عسكري يوضح ما حدث في المثلث الحدودي والأهمية الإستراتيجية للمنطقة

خبير عسكري يوضح ما حدث في المثلث الحدودي والأهمية الإستراتيجية للمنطقة


قال الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، “منطقة المثلث الحدودية هى منطقة استراتيجية وتجارية واقتصادية هامة رغم بعدها في الصحراء، تتشارك فيها ثلاث دول هى السودان وليبيا ومصر، والجزء الذي شهد المعارك الأخيرة هو الجزء السوداني بالطبع”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “الجزء الذي شهد المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، هذا الجزء له أهمية قصوى بالنسبة للسودان، حيث أن هذه المنطقة يقطنها أصحاب مهنة التعدين التقليدي وعمال تنجيم الذهب وهم موجودون بكثرة في المنطقة، كما أن المنطقة تُعد موقع تجاري كبير جدا، خاصة تجارة الجمال بين السودان وليبيا، علاوة على أنها مركز لتهريب البشر الراغبين في السفر إلى ليبيا”.
وتابع تاور: “إضافة إلى ما سبق نجد أن منطقة المثلث من المناطق الهامة لتهريب المواد البترولية، فهى بكل المقاييس منطقة تجارية كبيرة جدا فيها ثروات وكمية من المال كبيرة ،يعني كمية من المتاجر في منطقة صحراوية وبعيدة، وتعد من المناطق التجارية والاستراتيجية الهامة جدا”.


وحول الأهمية العسكرية لمنطقة المثلث الحدودية يقول الخبير العسكري: “من ناحية الأهمية الإستراتيجية والعسكرية، هى قريبة من الولاية الشمالية ونهر النيل وقريبة من ولاية شمال كردفان، وهى أيضا منطقة عبور يتسلل منها الدعم السريع إلى العديد من المناطق داخليا وخارجيا، ومن ناحية أخرى هى قريبة جدا من منطقة المالحة التي تُعد المعبر والطريق بين الدبة والفاشر،تصل منها الإمدادات وتستغلها القوات المشتركة والقوات المسلحة لفك الحصار الفاشر”.

وأشار تاور إلى أن ما حدث خلال الساعات الماضية هو “أن الدعم السريع وبعد أن خسر كثيرا في المعارك داخل السودان خلال الفترة الماضية، أراد هنا وفي منطقة المثلث البعيدة أن يشغل القوات المسلحة بشد الأطراف والذهاب بعيد جدا من أرض المعركة الموجودة أساسا في كردفان ودارفور، وهي على أشدها في كردفان، فنجد أن الدعم السريع انتقل فجأة إلى منطقة المثلث، وللعلم أن القوات التي شاركت الدعم السريع في عملية المثلث لم تأت من داخل السودان، بل أتت من منطقة الكفرة في جنوب ليبيا، حيث أن بتلك المنطقة أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة عنصر تابعين للدعم السريع تم تدريبهم خلال الفترة القصيرة الماضية”.

وأوضح الخبير العسكري، “أن القوة التي كانت موجودة في منطقة المثلث والتي تتبع القوات المسلحة السودانية، كانت قوة بسيطة موجودة لغرض المراقبة والتأمين، عندما وصلت لهؤلاء معلومات استخباراتية بأن القوة القادمة للمنطقة من الدعم السريع هى قوة كبيرة صدر قرار لتلك القوة بالانسحاب خارج المنطقة، وتم السماح للدعم السريع بدخول المنطقة وتم التعامل معها بعد ذلك بسلاح الطيران والذي قام بتنفيذ ضربات قوية جدا ضد القوى المهاجمة وتشتيتها ولا نقول القضاء عليها بشكل كامل، لكن تم سحقها والإضرار بها بصورة كبيرة”.

ولفت تاور إلى أن “القوات المسلحة في الوقت الراهن لم تعود إلى المنطقة ولكنها أفسحت المجال لعمليات جوية كبيرة جدا وجبارة وألحقت أضرار كبيرة جدا بالقوات الغازية سواء من الدعم السريع أو من يساندها من ليبيا، رغم أن الحكومة الرسمية في ليبيا أصدرت بيانا على لسان خارجيتها أنها لا تؤيد مثل هذه الأفعال والاشتراك في خلق التوتر في دول الجوار وأنها حريصة على وحدة وسلامة السودان”.
وشدد تاور على أن “منطقة المثلث منطقة مهمة ويجب إخراج الدعم السريع منها، حيث أن هذا الدخول له تأثير على الأمن الإقليمي ناهيك عن التوتر الذي خلقه في السودان، حيث العصابات المسلحة والتي تفعل كل ما هو مخالف للقوانين والأعراف المحلية والدولية من عمليات تهريب البشر والاتجار في المخدرات والسلاح وغير ذلك”.
الموقف الحالي


للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *