«حكومات الحرب».. شرعنة الانقسام وتمديد الأزمة السودانية

«حكومات الحرب».. شرعنة الانقسام وتمديد الأزمة السودانية

غير أن افتراق هذا التطور، من تطورات مسار الحرب، عن إرادة الشعب، ومصلحته الملحة في إنهاء الحرب، يتعلق أكثر، من اي أمر آخر، بابتعاده عن ملامسة أهم مطالب الشعب، والمتمثلة في وقف الحرب فورا، ودون أي شروط مسبقة، ومن ثم دخول الأطراف في مفاوضات مباشرة للتوافق حول كيفية وشروط تحقيق السلام المستدام. فقيام حكومة هنا أو هناك، أو سقوطها، لا يعني الملايين من المشردين في المنافي والملاجئ أو العالقين في مسارح العمليات، في شيء، طالما أن تلك الحكومات، في كل أحوالها، قائمة أو ساقطة، لا تحقق السلام، والأرجح، أن التطور الاخير، في هذا الصدد من شأنه أن يعرقل اي جهود تبذل لإنهاء الحرب، من جانب، وتكرس تقسيم البلاد، الذي أحدثته الحرب، بما تبني عليه من أبنية سياسية وإدارية ودبلوماسية. وتشكل، من ثم، تهديدا خطيرا لوحدة البلاد، بالفعل، خاصة، في ظل التعثر الذي تشهده مسعي السلام الإقليمية والدولية طوال سنوات الحرب. إن هذا التعثر،  الذي يسهم بشكل مباشر في إطالة أمد الحرب، وإطالة امد معاناة المدنيين، بالنتيجة، قد يساهم، كذلك، في تكريس الانقسام كأمر واقع، كما هو الحال، في انقسام قبرص، قبل أكثر من خمسة عقود، وتأييد انقسام الصومال، في ثلاث جمهوريات. ان وجود انفصاليين، لهم قابلية التفريط في الوطن، شعبا وارضا، بجانب سابقة انفصالية، سيجعل من هذا المصير احتمالا  راجحا. ففلول نظام المقلوع عمر البشير، الذين سبق لهم أن دفعوا بالجنوب نحو الانفصال، وجعلوا من أبيي، الشمالية بموجب إطار مشاكوس نفسه، موضوعا للمساومة،  ليس ثمة وازع مبدئي او أخلاقي، يمنعهم من التخلي عن  المزيد من أجزاء الوطن . وقد المحوا لذلك، عندما أعلنوا استعادة الخرطوم نهاية للحرب، ما يشي بتقاصر عزمهم وهمتهم  عن استعادة كردفان ودارفور، وبقية المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *