يزداد الغموض في الوضع الميداني بالعاصمة الخرطوم، حيث تتواصل الهجمات المتبادلة والقصف بين الأطراف المتنازعة، مع ورود أنباء عن عودة الجيش لاستخدام أسلحة محظورة دوليًا.
ووفقًا لشهادات شهود عيان، تشهد مناطق شرق ووسط الخرطوم معارك عنيفة، حيث تشتد وتيرة القتال في عدة مناطق. في الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على مخازن استراتيجية للأسلحة في غرب الخرطوم.
في سياق متصل، أصدرت إحدى المنصات الإعلامية التابعة للجيش تهديدات باستخدام غاز الخردل والأسلحة الكيميائية في الأنفاق والمناطق التي تنطلق منها قوات الدعم السريع في وسط وشرق الخرطوم.
يأتي هذا بعد أسابيع قليلة من تقرير ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” استنادًا إلى أربعة مسؤولين أميركيين، حيث أشاروا إلى أن “الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية مرتين على الأقل في الصراعات للسيطرة على البلاد”.ازدادت حالة الغموض حول حقيقة ما يحدث في الخرطوم بعد البيان الذي أصدرته قوات الدعم السريع ردًا على إعلان الجيش استعادة السيطرة على القصر المطل على النيل الأزرق، الذي يعود تاريخه لأكثر من مئة عام، وكان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية القتال في منتصف أبريل 2023.
دخلت يوم الجمعة وحدات من الجيش ومجموعات متحالفة معه إلى القصر بعد قتال استمر لعدة أيام، لكن بيانًا صادرًا عن الدعم السريع أشار إلى أن المعارك لا تزال جارية.
تتناقض التصريحات والتقارير بشأن حقيقة السيطرة على الأرض، فعلى الرغم من ادعاء الجيش بزيادة نطاق سيطرته في أجزاء كبيرة من العاصمة، فإن الهجمات المستمرة على المواقع العسكرية في منطقة أم درمان والخرطوم بحري تدل على وجود كثيف لقوات الدعم السريع في تلك المناطق.
مع تصاعد وتيرة القتال، تزداد المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية، حيث تشير التقارير إلى حدوث انتهاكات كبيرة بحق المدنيين، خاصة في العاصمة الخرطوم.
اتهمت الأمم المتحدة يوم الخميس أطراف النزاع بارتكاب انتهاكات خطيرة، حيث أشارت إلى أن الغارات الجوية التي ينفذها الجيش في سعيه لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم أدت إلى مقتل العديد من المدنيين وتدمير مساحات شاسعة من المعالم الأساسية في المدينة.وفقاً لأحد السكان القلائل الباقين في منطقة بري شرق الخرطوم، أصبح الجزء الشمالي والشرقي من المدينة ساحة معركة مفتوحة، حيث ارتفعت حدة القتال بشكل ملحوظ منذ أكثر من أسبوع. وأشار في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أنهم يحاولون الخروج من المنطقة دون فائدة، حيث أن الطرق والمخارج مغلقة والقصف المتبادل لا يتوقف… ونحن في انتظار مصيرنا.
لاحظ الناشطون تضررًا كبيرًا في المناطق الوسطى والشمالية، بينما وردت تقارير تشير إلى عودة ظهور عشرات الجثث في الشوارع العامة كما كان يحدث في الأسابيع الأولى من بدء القتال.بالتزامن مع تصاعد حدة القتال، يعبر سكان بعض المناطق، خاصة مدينة أم درمان، عن شكاوى من الارتفاع الكبير في معدلات الانتهاكات والسرقات والاعتقالات.
اتهمت منظمات دولية ومحلية القوات المسلحة السودانية والمقاتلين المرتبطين بها بالقيام باعتقالات تعسفية وأعمال نهب ونشاطات إجرامية أخرى في المناطق التي تسيطر عليها في الخرطوم بحري وشرق النيل وأم درمان. وأفادت لجنة مقاومة منطقة كرري في أم درمان، شمال غرب الخرطوم، بأن المدينة تعاني من حملة ممنهجة للنهب يقودها جنود من الجيش.
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.