الجوع يهدد أكثر من 700 ألف نازح في دارفور

الجوع يهدد أكثر من 700 ألف نازح في دارفور


الشرق الاوسط : وجدان طلحة
يواجه أكثر من 700 ألف نازح في معسكر أبو شوك للنازحين قرب الفاشر أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، بسبب القصف المستمر الذي يتعرضون له من «قوات الدعم السريع»، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، بينما يعاني الأحياء «كارثة إنسانية» جراء الجوع والأوبئة والأمراض.

والخميس قتل 13 شخصاً وأصيب 25 آخرون، بقصف نفذته «الدعم السريع» على المعسكر الذي يقع شمال مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، المحاصرة منذ أكثر من عام.


وأدى الحصار إلى إغلاق المحال التجارية لأبوابها لعدم توفر المواد الاستهلاكية، وخشية من القذائف العشوائية التي تسقط على الرؤوس، بينما فرش «تجار» عشوائيون سلع السكر والدقيق على الأرض، وباعوها بأسعار فاحشة.

ولا يستطيع معظم سكان المعسكر من النازحين الاقتراب من هذه السلع الحيوية بسبب غلاء أسعارها، إلى جانب أن الوصول إلى الأسواق بحد ذاته يعد أمراً بالغ الخطورة، لكن البعض يخاطر أثناء القصف.

وأجبر القتال المستمر والقصف، المواطنين على البقاء في منازلهم المشيدة في الغالب من المواد المحلية والطين، ولا توفر لهم الحماية اللازمة من الأسلحة والقصف وتبادل إطلاق النار بين المتقاتلين.

وقال الناطق باسم «منسقية النازحين»، آدم رجال، لـ«الشرق الأوسط»، إن معسكر «أبو شوك» يضم أكثر من 700 ألف نازح، بعضهم منذ أيام حرب دارفور في 2003، وآخرين انضموا للمعسكر بعد الحرب.

وأشار آدم رجال إلى أن أبو شوك يعد من أكثر المعسكرات التي تعرضت لقصف «الدعم السريع» وسقط المئات من سكانه بين قتيل وجريح، ومع ذلك لم يجد النازحون في هذا المعسكر الاهتمام اللازم أسوة بمعسكر «زمزم» الذي يقع في الفاشر أيضاً.

ووصف المتحدث باسم اللاجئين الوضع في أبو شوك بالكارثي، وقال إنه يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً، وتقديم المساعدات الفورية للنازحين، وأضاف: «عشرات النازحين ماتوا جوعاً، بينما يعاني المئات من أمراض سوء التغذية، لا سيما الأطفال والحوامل»، واستطرد: «سكان المعسكر لا يستطيعون شراء سلع الدقيق والسكر بسبب ارتفاع أسعارها، وعدم امتلاكهم المال اللازم للشراء».

وحذر رجال من أخطار تفشي الأمراض والأوبئة الناتجة عن تدهور الأوضاع الصحية بسبب تدمير المستشفيات والمراكز الصحية، وعدم توفر مياه الشرب والأدوية المنقذة للحياة، خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

وأبدى حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أسفه مما أسماه «صمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها سكان معسكر أبو شوك»، التي وصفها بأنها «جرائم ضد الإنسانية».

وفي يونيو (حزيران) الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً طالب بموجبه «قوات الدعم السريع» بفك الحصار عن مدينة الفاشر، المحاصرة منذ مايو (أيار) 2024.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على ولايات دارفور الخمس، باستثناء مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، التي لا تزال تحت قبضة الجيش والقوات المشتركة، وحال سقوطها بيدها، تكون «الدعم السريع» قد بسطت سيطرتها على إقليم دارفور المترامي الأطراف.


للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *