نجحت وزارة التربية والتعليم السودانية في استئناف العملية التعليمية بولاية الخرطوم، بما في ذلك مدن أم درمان وكرري وأمبدة والخرطوم بحري، رغم التحديات الأمنية والإنسانية التي فرضتها الحرب.
وأثرت الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان عام 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والمستمرة في بعض المناطق حتى الآن، في كل مناحي الحياة في البلاد وسط القتال وموجات النزوح واللجوء.
العملية التعليمية لم تتوقف
وقال مدير إدارة مرحلة التعليم الأساسي بولاية الخرطوم محمد حامدنو، للجزيرة مباشر، إن الحرب أثرت في جميع جوانب الحياة في السودان، وعرقلت عمل الحكومة في الخدمات المدنية والمشروعات الزراعية وغيرها.
وأضاف “رغم كل شيء، لم تتوقف العملية التعليمية. أطلقنا شعار ‘التعليم لا ينتظر’، وبدأنا بخطوات بسيطة، وقمنا بحصر الأضرار، وراجعنا أوضاع المعلمين داخل الخرطوم وخارجها”.
وقال المسؤول الحكومي إن البداية كانت من محلية كرري التي لم تتضرر كثيرا نسبيا من الحرب، لتتوسع بعدها العملية التعليمية إلى محليات أمبدة وأم درمان القديمة والخرطوم بحري، مؤكدا أن “الولاية آمنة، والمدارس مستقرة، والتعليم مستمر”.
وأشار إلى أن الوزارة أتمت بنجاح امتحانات الشهادة الابتدائية والمتوسطة، وتستعد الآن لإجراء امتحانات المرحلة الثانوية في التاسع والعشرين من يونيو/حزيران الجاري.
دور المشرفين في التواصل
من جانبها، قالت سلوى مجدي، المشرفة بمدرسة عمار بن ياسر في أم درمان، إن المشرفين أدوا دورا محوريا في تحسين البيئة المدرسية وبناء علاقات قوية بين المدرسة والمجتمع، وخصوصا مع أولياء أمور الطلبة.
وشرحت الظروف الصعبة التي تواجه المعلم مع وجود عدد كبير من الطلبة في الفصول، وقالت “رغم الظروف القاسية، أظهر المعلمون التزاما كبيرا، حيث تراوحت أعداد الطلاب في الفصل الواحد من 100 إلى 140 طالبا، ومع ذلك واصل المعلمون أداء رسالتهم بكل إتقان”.
صمود المعلم رغم الخسائر
أما المعلم السوداني محمد عبد الله، فقد عبَّر عن فخره بصمود زملائه رغم ما فقدوه من بيوت ومدارس في ظل الحرب، وقال “التحية للمعلم رغم المعاناة، لا يزال يحمل شعلة النور ليضيء بها دروب الأجيال”.
وختم حديثه قائلا “نعيش بأمان وراحة نفسية، ونناشد كل المعلمين في الخارج للعودة والإسهام في بناء السودان الجديد”.
ومنذ منتصف إبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة مباشر
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.