في ظل الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يتساقط النشطاء المدنيون والعاملون في المجال الإنساني بين مطرقة التخوين وسندان القمع، هؤلاء، الذين حاولوا أن يظلوا خارج استقطابات السلاح والسياسة، أصبحوا أكثر الفئات استهدافًا، وكأن الحياد نفسه أصبح تهمة.
الصدمة الأكبر جاءت من اعتقال عبادة حسن، أحد أبناء منطقة المزاد بالخرطوم بحري، والذي خدم سابقًا في صفوف الجيش السوداني. عبادة خرج في بث مباشر تحدث فيه عن قضية إيواء محمد عبد الرحمن، واصفًا الحكم الصادر بحقها بأنه “ظالم وجائر”، ومؤكدًا على براءتها من التهم الموجهة إليها.
لم يمضِ وقت طويل حتى تم اعتقاله، ليختفي بعدها دون أن يُعرف مكان احتجازه، أو يُسمح لأسرته أو محاميه بالتواصل معه. مصيره لا يزال مجهولًا، وسط مخاوف متزايدة من تعرضه للتعذيب أو التصفية داخل أحد المعتقلات.
ما يثير القلق في حالة عبادة أنه لم يكن ناشطًا معارضًا أو مدنيًا تقليديًا، بل جنديًا سابقًا قاتل ضمن القوات النظامية. ومع ذلك، لم يشفع له ذلك حين اختار أن يتحدث علنًا، ويدافع عن زميلة يعتقد أنها تتعرض للظلم. حملات التضامن معه اتسعت، ورفعت شعارًا جديدًا أصبح متداولًا بين النشطاء: “الحرية لعبادة، والبراءة لإيواء”.
للاطلاع على المزيد من التفاصيل، يرجى زيارة الموقع الرسمي بالضغط على الرابط التالي: هنا.